....إلى الله المشتكى فقد لحقت بالمواطن الأضرار بسبب ارتفاع الأسعار فقد احترق من الباطن وذبح المسكين بالسكين وتمكن منه الداء ولم ينفعه الدواء بسبب الغلاء، فهل يرضى التجار أن يأكل المواطن الأشجار ويتوسد الأحجار ويصاب بسببهم بجنون الأبقار ويفترش الغبراء ويلتحف السماء دون سكن أو غذاء الأرز والمواد الغذائية في ارتفاع والتجار يتدافعون للربح بجنون أيها التجار أين الإنسانية والاخوة الإيمانية تجنبوا هذه الحيل الجهنمية فقد اجتمعت على إخوانكم مصائب الزمان وجفاهم الخلان فلا تحاصروهم بالكآبة والأحزان، رمتهم الأسهم بسهامها والأسعار بسعارها ثم عقرتهم العقارات بارتفاعها فقال المواطن هذه هي الضربة القاضية ما كفاني ماليه وما اشبع عياليه.
أيها التجار اخلطوا التجارة والشطارة بالخلطة السرية القائمة على الرحمة ببني الإنسانية ولا يقل أحدكم همي المال من حله وحرامه فيندم حينما لا تنفع الندامة ويتمنى العافية والسلامة.
يا أصحاب رؤوس الأموال أنتم أعرف بالأحوال ودوام الحال من المحال فقد أحاط بالمواطن الهم بعد خسارة سوق الأسهم، وما من بيتٍ إلا وفيه نائح ونائحة وصائح وصائحة فقد احاطت بالأسر الجوانح والفضائح فلا تحاصروهم وتلحقوهم بالذبائح واحتسبوا فيهم الأجر غفر الله لكم الوزر.
وخلاصة القول لا تغالوا في الأسعار وعليكم فقد أصبحت حارة كلهيب النار وعليكم التضحية ببعض الأرباح الخيالية للمساهمة في خدمة وطن الإنسانية فاليوم يوم التضحية والوقوف صفاً واحداً مع أحوال إخوانكم وتذكروا أنكم مواطنون محسنون قبل أن تكونوا تجاراً جشعين، وإذا كنتم عازمين على محاصرة المساكين وذبحهم بالسكاكين فليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ولا حول ولا قوة إلا بالله واللهم رحماك رحمك بضحايا التجار، ولا يكن أحدكم كالشجرة المعوجة تشرب من خير وطننا وثمرها لغيرنا، مع حبنا وتقديرنا لكل من ساهم في احتواء الغلاء وخفف من المصاب والبلاء من التجار البارين النبلاء ولهم منا كل الشكر والدعاء والثناء.
مصدر الموضوع :عبدالرحمن سعد الحاقان |جريدة الجزيرة
15-09-2007, 05:56 PM
أيها التجار اخلطوا التجارة بالرحمة
العرض العادي
