حكاية بـ “بلاش”

د. عبد الرحمن سعد العرابي
الأربعاء 21/12/2011




*أيش حكاية ببلاش التي ترددت كلازمة في حديث اثنين من وزراء وزارات خدمية.. فقبل أيام كان أحد الوزراء «يُعنِّف» مواطناً مسناً لمجرد سؤاله وإلحاحه على ضرورة توفير لقاح لنوع من المزروعات. وقبل يومين كرر وزير آخر أمام أعضاء مجلس الشورى نفس اللازمة، يلوم بها المواطنين على شكواهم من ارتفاع فاتورة الكهرباء وكأنهم يريدونها «ببلاش».

* من نافلة القول ومن باب تأكيد المؤكد ومن مدخل تكرار المكرر ومن نافذة تعريف المُعرّف ذكر ما تقدمه المملكة لمواطنيها وحرص واهتمام قادتها بكل ما يعود بالخير والاستقرار النفسي والمجتمعي عليهم، فكم من مرة كرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله على الوزراء والمسؤولين الاهتمام بشؤون المواطنين.. وكم من مرة نبههم إلى أداء مسؤولياتهم دون منّة أو تفضّل، وبروحه الأبوية الحانية ذكّر الوزراء في جلسة مجلس الوزراء عند إصدار ميزانية عام 1432هـ بأنه «ليس لهم عذر بعد الآن» للمبالغ الفلكية التي حملتها الميزانية.

* الدولة ممثلة في قيادتها لم تبخل ولم تقصر وهذا ليس مديحاً أو ثناء بل إقراراً بواقع تشهد عليه الأرقام الضخمة التي ترصدها الدولة لميزانيات الوزارات والمبالغ «المليارية» التي تخصصها للمشاريع بما فيها مشاريع الكهرباء والزراعة والمياه، والمبادرات الملكية التي تتوالى من خادم الحرمين الشريفين شخصياً ومنها برنامج «حافز» وبدلات العسكريين والأكاديميين وغلاء المعيشة.

* هذا الاهتمام وهذه الميزانيات لو صرفت كما أرادت لها القيادة الكريمة لتوفرت فعلياً الخدمات للمواطنين «بالمجان» ولما اشتكى أحد منهم من عدم توفر لقاح أو ارتفاع فاتورة كهرباء ولما احتاج الوزيران الكريمان إلى «المنِّ» و»معايبة» المواطن على الخدمة البلاش.. وما أتمناه ألاّ تصبح هكذا مفردة ملازمة لوزراء ومسؤولين آخرين.

http://www.al-madina.com/node/346275