مخاوف من وصول دواء مغشوش لمرضى السرطان
ألان روبرت من نيويورك
شرعت الولايات المتحدة في عمليات تدقيق جديدة في سلسلة الإمداد الصيدلاني في البلاد، إثر مخاوف من أن تكون عقاقير طبية مزيفة قد وصلت إلى مرضى السرطان، فيما يحذر خبراء من أن نقص الأدوية وارتفاع تكلفتها يتيحان للمزورين فرصا جديدة.
وأعلنت شركة روش السويسرية لصناعة الأدوية الأسبوع الماضي، أن أنواعا مزيفة من أفستين Avastin، عقارها الأفضل مبيعا، الخاص بعلاج السرطان، يجري تداولها في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل حياة المرضى في خطر.
وتمت المصادقة على استخدام أفستين في الولايات المتحدة لعلاج سرطانات القولون، والرئة، والكلى، والمخ. ولا تحتوي النسخة المزيفة من الدواء على مكونات نشطة، ما حمل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية إلى تحذير 19 مركزا طبيا بشأن مشتريات من موزع مشكوك فيه.
وقالت إدارة الأغذية والعقاقير التي تلقت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي معلومات في هذا الشأن من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الصحة في المملكة المتحدة، إن تحقيقاتها ما زالت مستمرة. وبرزت المشكلة الشهر الماضي، عندما حذر جهاز الرقابة الأمريكي من أدوية غير مصرح باستخدامها.
وذكرت إدارة الأغذية والعقاقير في كانون الثاني (يناير) الماضي أن ''نقصا حاليا في علاجات السرطان القابلة للحقن ربما أتاح فرصة لأفراد عديمي الضمير كي يضعوا منتجات غير مفسوحة من جانب إدارة الأغذية والعقاقير ضمن إمدادات الدواء، وهو أمر من شأنه أن يلحق أذى خطيرا بالمرضى''.
وتمثل الأدوية المزيفة مشكلة عالمية متفاقمة، وهي تتفشى بصورة متزايدة في الولايات المتحدة، وذلك مع انتشار مزيد من عمليات التصنيع في الخارج وكذلك انتشار متاجر الأدوية غير الشرعية على شبكة الإنترنت.
وفي عام 2010 بلغت عائدات السوق السوداء الخاصة بالأدوية المزيفة 75 مليار دولار. ويقول خبراء في مجال الإمدادات الدوائية إن ارتفاع تكلفة بعض الأدوية تجعل مزيدا من المرضى عرضة لتعاطي الأدوية المزيفة.
وقالت بات إيرل، الرئيسة التنفيذية لـ ''الشبكة الآمنة لموزعي الأدوية''، وهي تجمع يضم موزعي أدوية صغار: ''الناس حددوا أن الولايات المتحدة مهيأة لذلك، لأن هناك نقصا في كثير من الأدوية''. وأضافت: ''الجميع يحاول ملء الفراغ''.
وتعاني الولايات المتحدة نقصا حادا في الأدوية البديلة القابلة للحقن، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية الأصلية ويرغم المستشفيات والأطباء على البحث عن منتجات في الأسواق الثانوية ولدى موزعين صغار.
وقال الاتحاد الوطني لهيئات الصيدلة إن ما يصل إلى 2 في المائة من الأدوية الموصوفة طبيا في الولايات المتحدة مزيفة، وإن مبيعات الأدوية التي من هذا النوع تنمو بنسبة 13 في المائة سنويا، أي أعلى من نمو مبيعات الأدوية الشرعية.
واعتبر ناثان سيجورث، الرئيس التنفيذي لفارماسكيور، دواء أفستين المزيف مثالا على مشكلة واسعة الانتشار في البلدان النامية التي تعد أكثر قابلية لهذه الأدوية من البلدان المتقدمة.
http://www.aleqt.com/2012/02/20/article_628331.html