مابين ساهر وحافز يفتح الله , فلا ساهر رحم الناس ولا حافز حل المشكلة.
وأصبح تفكير المواطن السعودي فقط كيف يتهرب من ساهر وينظم لفريق حافز.
كلاهما أنظمة عانى منها المواطن ولم يراعى فيها ظروف الشعب وأنقلبت فيها الموازين , فبدلاً من تدبيل حافز للمستفدين أصبح هذا الشرط من شروط ساهر وبدلاً من إستثتاء بعض الفئات من قسائم ساهر أصبح هذا الشرط من حافز.
لماذا ؟ وكيف ؟ وإلى متى ؟
ذلك ماتطرق له كاتب صحيفة "حدث" الدكتور حسن العجمي في مقال بعنوان "علماء (ساهر!!!)" والذي جاء بالنص التالي "

يأسف المرء حين يرى بعض العلماء يُغردون خارج السرب ويميلون كُل الميل ويظنون أنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم!!! يُفتون الناس بما يتنافى مع الفطرة ويظنون أن الناس حمقى لا عقول لهم !!! ، فالذين أفتوا بِحُرمة التحايل على نظام (سارق) وتجريم المُضطرين لهذا الفعل ، لم ينبِسوا ببنت شفَة على نظام حافز الذي لم تختلف على خيبته حتى الماعز!!! ، ولم نسمع لهم قولاً في حُكم مُضاعفة المُخالفات المرورية!!! ، ولم يُجرِّموا كبار (الحرامية)!!! ، ولم نسمع لهم حتى (نمنمةً) في تجاوزات وزارة (الداخلية)!!! ، هؤلاء العلماء هداهم الله لم تكن لهم مواقف مُشرِّفة تجاه ملايين السعوديين العاطلين عن العمل فلم يرفعوا بمعاناتهم صوتاً ولم نلمس لهم في ملاحم المطالبة بالحقوق بأساً ، فكفوا عنا يا معشر العلماء أذاكم قبل أن يُطالِب الناس بإسقاط العلماء ، الفتوى يا معشر العلماء هي أُمُّ القضاء فهلَّا استمعتم إلى الضعفاء قبل أن تُفتوا لصالح الأقوياء؟؟؟!!!، هل استحضرتم حالة الشعب المادية قبل أن تصدروا مثل هذه الفتوى لصالح مصاصي الدماء؟؟؟ ، وهل درستم الوضع القانوني لهذا النظام قبل أن تُتْحِفونا بِفتواكم؟؟؟ بلْ هل اطَّلعتم على آلية تطبيق هذا النظام والتجاوزات المصاحبة له؟؟؟ هل استحضرتم ربحية هذا المشروع التي تُخرَج (بضم التاء) من جيوب البسطاء ليتقاسمها الكبراء؟؟؟ هل رأيتم أصلاً كيف ينصُبُ هذا النظام الفِخاخ للمواطنين؟؟؟ هل أنتم تقودون سياراتكم مثلنا وتغشون طرقاتنا فتندق مفاصلكم من الحفر والمطبات والأرصفة المفاجئة؟؟؟ هل يعيش أحدٌ منكم في شمال الرياض وعمله في جنوبها ناهيك عمن يُقيم في مدينة ويعمل في أخرى؟؟؟ أمْ أنكم من ركاب الدرجة الأولى الذين لا يُلْغى لهم حجزٌ ولا يمسهم فيها نصبٌ ولا هم يحْزنون!!! ، هل يْعلم فضيلتكم أن عمر رضي الله عنه الغى حد السرقة في عام الرمادة؟؟؟ (لفقر المسلمين) ، بينما أنتم تفرضون (سارق) في عام (ماعز)!!! ، أقولها لبعض العلماء وبكل صراحة أصبحتُ أجد صعوبة في تقبل فتاويكم دون تدقيق وتمحيص وأصبحت أفتقد علمائنا الذين قضوا في عام الأحزان وأقولها: وبكل ثقة (لم يُبدلنا الله خيراً منهم) ، وإنه ليأْسف المسلم حين يرى العلماء الذين كان يظُن بهم خيراً يسقطون الواحد تلو الآخر بفتاوى باردة قد جعل الله لهم منها مخرجاً ، وإنه ليشتد أسفُنا حين نرى بعض عُلمائنا لا يتورع عن امتطائهم حتى صغار المسئولين ، ومن المُحبِط جداً أن يكتشف المسلم بعد عُمرٍ طويل حقيقة المسافة التي تفصل بينه وبين من يُفترض أنهم علماء هذه الأمة .

قد نرى في القريب العاجل وعلى غِرار الهيئات الشرعية في البنوك الربوية هيئات شرعية في الشركات المُشغلة لنظام (سارق) تُجيز لهم ما حرم الله وتحرم على الناس ما أحل الله؟؟؟!!! .
وبما أني مؤمن بأن نظام (سارق) هو نظام ظالم شأنه في ذلك شأن نظام (ماعز) فإن رأيي في التعامل معهما أنه ( من وجد حيلةً على ظالم فليحتال) و قدوتنا في ذلك الخِضر عليه السلام حين قال ( أمَّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) .

د/حسن العجمي


منقول من صحيفة حدث الالكترونيه

خطيرررر ويضرب في الوتر الحساس