المقلب !

خالد السليمان


قبل أشهر معدودة جمعني لقاء بشخصية استثمارية معروفة، ولأنه من مشاهير المال الذين لا تلتقيهم إلا نادرا فقد سلمه الحضور زمام الحديث طوال الجلسة فتحدث الرجل عن آمال وتحديات وفرص الاستثمار في المنطقة فسحر الألباب بأفكاره الخلاقة وحلوله المبتكرة لمشكلات البلد الاقتصادية والاجتماعية !

بعد مدة من الزمن بدأت روائح المخالفات تتطاير من بعض استثماراته المتناثرة في كل حقول التنقيب عن المال، فعدت بذاكرتي إلى أفكار وحلول تلك الأمسية لأنقب عن حقيقة تلك الأفكار وخفاياها، فوجدت أنها ليست إلا فرصا استثمارية يحاول اقتناصها وأن حديثه عن الحلول لم يكن إلا محاولة لتسويق تلك الأفكار لتجد الترويج والمساندة من صناع الرأي العام ليسقوها بالروح الوطنية ويقطف هو ثمرتها بالروح التجارية !

واستنفار أصحاب المصالح الخاصة للحس الوطني عند صناع الرأي العام لتوظيفه في خدمة غايات خاصة ليس جديدا، لكن إذا الكاتب يلدغ من جحر مرة، فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !

وفي حالة صاحبنا كانت خيبة أملي مضاعفة ومؤلمة، فقد حلقت بي أفكاره عاليا لأنها حملت حلولا للحاضر وآمالا للمستقبل، ثم عادت لتهوي بي إلى قاع أرض صلبة، فمن كان همه المال لن يكون همه الإنسان.. ناهيك عن الوطن!


http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0519504230.htm