العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > من يعتق ريالـَنا من مخلب النسر؟

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2007, 12:13 AM   #1
Saudi Mqataa
إعلامي المنتدى

 
رقـم العضويــة: 4093
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 2,362

افتراضي من يعتق ريالـَنا من مخلب النسر؟

من يعتق ريالـَنا من مخلب النسر؟
نجيب الزامل
جريدة اليوم 30 سبتمبر 2007

.. لن أخوض مع الخائضين في الناحية الفنية المعقدة النقدية في مسألة هذا الربط العضوي لريالنا السعودي مع دولار الأمريكان، فأتكلمُ كشخصٍ عادي جدا، ضمن ملايين العاديين الذين يعرفون في كل مرة يفتحون بها محافظـَهم لشراءِ أي علبةٍ على الرفِّ، أو بضاعةٍ في محلّ، أنهم يدفعون أكثر من القيمةِ المستحقة، ليس لأن هذا مربوط في قيمة البضاعة نفسها، ولكن لأننا نغطي مساحة من قيمة الريال التي انخفضت متلازمة مع الدولار الذي يسقط من شاهق..
ويعلم المتبضـِّعُ السعودي أنه وهو يخرج محفظته، أو يدسُّ يدَه في جيبه بحثا عن الريالات كي يدفعها لما اشترى، يكون في دولة أخرى مثل الكويت، التي أعتقت دينارَها من الدولار، مواطنٌ كويتي يفتح محفظته في نفس الوقت أو يدسّ يدَهُ في جيبه ليدفع قيمة ذات البضاعة ولكن بقيمةٍ أقل.. وهنا يحق لهذا المواطنُ السعودي أن يسأل: كيف أستفيد أنا من هذا الربط؟ ولمَ يُكتب عليّ أنا بالذات أن أدفع ثمنا ثقيلا لذات البضاعة بزيادتين متصلتين، زيادة الغلاء العام العالمي، ودفع فرق انخفاض الريال أمام العملات الأجنبية الأخرى؟ وعندما يسمع هذا المواطنُ السعودي أن مؤسسة النقد تخرج بتصريحٍ أمام الملأ الإعلامي، وتصر أنها لن تخلص الريال من مخالب الدولار لغرض الحفاظ على التوازن الاستثماري، فهذا يجعل المواطنَ يسأل وبمباشرة: وهل أكون أنا الضحية؟ هل الاستثمارُ كي يزيد من رفاهيتي، ويزيد من قوة ريالي الشرائية أم العكس؟! إذا كان العكس فليذهب الاستثمار إلى أي مكان إلا أن يأخذ من جيبي، وجيبي يضيق ويخلو يوماً وراء يوم.
شيءٌ آخر دعاني لإنشاء هذه المقال، هو الإعلانُ المتضامن الذي خرج بصفحةٍ كاملةٍ في الصحفِ السعودية لتجار الرز «بسمتي» الكبار، ذاكرين عناصر الغلاء، وكان من أهم البنود انخفاض قيمة الريال أمام الروبية الهندية.. يعني أيضا هذا الالتصاق بالدولار أعطى التجّارَ مبرراً للزيادة نقف أمامه وأصابعنا وراء ظهورنا لا نستطيع أن نوجهها لصدورهم اتهاما بأن الجشع هوالسبب، فكلنا نعرف أن الروبية تباهت على الريال منذ شهور، وما زالت، وليس سبب هذا التباهي ضعف الريال، بل ضعف الدولار.. وهنا ليس عذرا للريال بل لوما عليه أكبر!
إذن، تبقى مسألة ربط عملتنا بالدولار مسألة مصير بالنسبة لكل مواطن سعودي، فصحيح أن الأسعارَ عموما زادت في العالم نتيجة عوامل متعددة ولكننا نحن كسعوديين ندفع أكثر من غيرنا بسبب ارتباطنا «التوأمي السيامي» بالدولار، والدولار يهوي وأهله ضاحكون، لأنه يعزز صادراتهم، ويقلل عليهم عبء تكلفة شراء الطاقة من جيوبهم.. أنا واحدٌ من العاديين ولا أفهم إلا أني وبصراحة أُغذّي الدولارَ الأمريكي من حُرِّ قيمة عمولتي. يتضارب الناسُ على الريال ويرتفع في السوق الهامشي ( وهو فرق لصالحنا لا يصب في جيوبنا طبعا) في الأسواق الخارجية، ونحن كما أفهم نضع ثقلا هائلا على الريال حتى لا يفرط من قيد الدولار فيرتفع..
إني أرى فكّ الريال من هيمنة الدولار- مرة أخرى كرجل شارع عادي- أول حلٍّ مهم لما نعانيه من ارتفاع غير مبرر للأسعار، وكرجل شارع عادي، أود أن يفهّمني أحدٌ بمنطقي البسيط ومعاناة الناس العاديين، لماذا وما هي مصلحتنا من هذا الربط القسري؟ وأريد أن تثبت لي مؤسسة النقد أننا أذكى وأحرص من الكويتيين الذين فكـّوا أسرَ دينارهم، واليوم وأنا أخط هذه الحروفَ يسجل الدينارُ ارتفاعا محلـِّقا ومتواصلا أمام الدولار.. يعني أن الكويتي يدفع لأي بضاعةٍ خارجيةٍ، ولنقل الرز مثلا، أقل من أي سعودي.. فلمن تذهب فائدة الفرق السعري الذي ندفعه نحن، ويسلم منه الكويتيون؟
.. ولماذا يحلق الدينارُ الكويتي في سماءِ العملات، ويبقى نسرُ الدولارِ في السفوح، وريالـُنا مربوطٌ في مخلبه؟!!
Najeeb@sahara.com
Saudi Mqataa غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM.