الرياض- الوئام- مشعل محمد:

وسط صراخ الأطفال والمحتجزين بعد انهمار الأمطار الغزيرة على الرياض ظهر أمس, نشر هواة تصوير على موقع الفيديو (اليوتيوب) عدة مقاطع تظهر بوضوح مجموعة من الشباب السعوديين يسيرون بكل عزيمة وروح وطنية تجاه المحتجزين وطالبي النجاة لإنقاذهم من الموت تحت الإنفاق والجسور التي امتلأت بالمياه وهي الأخرى تصرخ وتستغيث من اهمال واضح ينذر بكارثة سيول جديدة ان لم يتم تدارك هذه المشكلة في اسرع وقت.

وتصور المقاطع اندفاع الشباب تجاه أحد باصات المدارس التي علقت داخل أحد انفاق طريق الجامعة شمال الرياض مستغلين ارتفاع الجزيرة الوسطية التي تفصل المسارين حيث تم إخلاء الباص بالكامل من الأطفال والذي غرق نصفه في المياه, وترتيب خروج هؤلاء الأطفال الصغار بشكل منظم فوق الجزيرة الفاصلة التي كانت هي الأخيرة قريبة من الغرق كما تظهر اللقطة نزول المياه بشكل كثيف من شارع العليا (فوق النفق) مما يعني أن الباص كان في طريقه للغرق كاملاً بالأطفال لولا شجاعة المنقذين والمتطوعين.

كما يظهر مقطعاً آخر إنقاذ لمجموعة أخرى لطلاب مدارس في الرياض حيث تم نقلهم الواحد تلو الآخر قبل انجراف باصهم الصغير وسط السيول الجارفة.

كما يصور مقطع ثالث مجموعة من المواطنين وقد تجمعوا تحت احد الأنفاق شمال الرياض وقاموا بإنقاذ مجموعة كبيرة من الطلاب والطالبات الصغار في السن بالإضافة الى معلمات هم جميع من كانوا في باصين للنقل تم اخلائهم قبل وصول الدفاع المدني وانقاذهم بكل شجاعة فيما تظهر مجموعة من الشبان وهم يوجهون زملائهم بالطريقة الصحيحة في اخلاء الصغار حتى النهاية, بينما غرقت الباصات بعد الانقاذ مباشرة.

هذه المشاهد وان كانت غير مستغربة على ابناء الوطن إلا انها تظهر بكل أسف غياب أي دور لفرق الدفاع المدني في عمليات انقاذ المحتجزين وهي الجهة المسئولة والمدربة والمجهزة لمثل هذه الحالات, كما تدفع تلك المناظر بسؤال هام عن خدمات الدفاع المدني السعودي, ودوره في التعامل السريع مع هذه الضروف والتي يكون الانسان فيها احوج مايكون للمساعدة المدنية والانقاذ والتي اوكلت جميع مهامها لرجال الدفاع المدني, الذي لايزال مكتفياُ بالتحذير من تقلبات الجو والدعوة الى الحيطة والحذر, وقد سجل غيابه المؤلم علامة تعجب بحجم المأساة نفسها.

مقاطع اليوتيوب كشفت عن شجاعة الشاب السعودي